صبراً أيها المتألم إن الله لم يتخلّ عنك في عنايته!
صبراً أيها المتألم، إن الله لم يتخلّ عنك في عنايته. إن الذي يطعم العصافير سوف يمدك أيضاً بما تحتاج إليه. لا تجلس يائساً، بل ليكن عندك رجاء دائماً. خُذ أسلحة الإيمان في مواجهة البحر المضطرب وسوف تنهي مقاومتك ضيقك. يوجد شخص يعتني بك وعينه مثبتة عليك وقلبه يدق بشفقة لِما يصيبك، ويده كُلية القوة سوف تحمل إليك العون الذي تريده. إن السحابة القاتمة سوف تتبدد في وابل الرحمة، وأشد الاكتئاب سواداً سوف يعطي مكانه للصباح.
إن كنت واحداً من عائلته فهو سوف يضمد جراحك ويشفي قلبك المنكسر. لا تشك في نعمته بسبب ضيقك، لكن آمن أنه يحبك في أزمنة المتاعب كما في أوقات السعادة.
وما أعظم صفاء وهدوء الحياة التي تحياها لو تركت الاهتمام لإله العناية! عن طريق دهنة زيت في الكوز وملء كف من الدقيق في الكوار، تغلّب إيليا على الجوع، وسوف تفعل أنت أيضاً نفس الشيء. إن كان الله يعتني بك، فلماذا تهتم أنت أيضاً؟ هل تستطيع أن تتكل عليه لأجل نفسك وليس لأجل جسدك؟ إنه لم يرفض أبداً أن يحمل أثقالك ولم يَخر أبداً تحتها. تعال إذاً أيها العزيز. اترك الهم البغيض وضع كل أمورك في يد الله المُنعم.
